نقد المناهج النقدية الحديثة
من
الطبيعي أن يكون لمنهج النقد الإسلامي موقفه الخاص والمعلل من سائر مناهج النقد
الادبي الحديثة التي تمايزت طوابعها في اوربا منذ اواسط القرن التاسع عشر . وأولها
المنهج التاريخي الذي اشتمل على " عدة عيوب لعل أخطرها هذا الربط الحتمي بين
الادب والسياسة وجعل الادب ذيلاً لها لا يكاد يصور إلاّ حالة هذه السياسة من القوة
او الضعف ، والاتساع او الضيق فضلاً عن فصله هذه العصور بعضها عن بعض بينما الواقع
يكذب هذا في مجال الادب خاصة ، وذلك حين تتداخل المعاني والموضوعات والمذاهب بين
العصر وما يليه وما يسبقه "(1) كما يؤدي ربط الادب بسياسة السلطة الحاكمة إلى اهتزاز
الاحكام النقدية الصادرة بحق الادباء في مواقفهم المتباينة من تلك السلطة في
عصورهم ، فيغتر الناقد بما اضفته السياسة على بعضهم من هالات التمجيد وما احرزوه
في ظلها من الشهرة ويضيع بجانب ذلك حق المبدعين المعارضين الذين عملت ايادي السلطة
الحاكمة على اخفاء اصواتهم وانتقاصهم واظهارهم بمظهر معيب ، وقد نبه الناقد
الانكليزي ماثيوآرنولد على هذا الخطر في منهج النقد التاريخي بقوله:"من
الواضح ان دراسة التاريخ وتطور الشعر قد يؤديان بشخص ما إلى ان يتوقف عند بعض
المؤلفات وعند بعض المشهورين الذين كانوا بارزين يوماً ما وأصبحوا مغمورين في
الوقت الحالي ، و من ثم يعيب هذا الشخص على جمهور يتسم بالاهمال انه يمرّ مرّ
الكرام على الاسماء والمؤلفات البارزة في شعره القومي
تحميل البحث
.......................
المصدر
adssss
اترك تعليقك