-->

Header Ads

اللفظ والمعنى في التفكير النقدي والبلاغي عند العرب - دراســــــة –



اللفظ والمعنى
 في التفكير النقدي والبلاغي عند العرب
 - دراســــــة –
 الدكتور الأخضر جمعي
لم يكن من اهتمامنا مواجهة إشكال اللفظ والمعنى في النقد العربي القديم من منظور تصنيفي يبتغي تنزيل النقاد طوائف: لفظيين ومعنويين ومسوّين بين قطبي الدلالة؛ لأننا نحسب أن هذه المباشرة قاصرة، إذ بالإضافة إلى أنها تفترض سلفاً هذا السلّم التصنيفي مما يجعل التحليل مشدوداً مبدئياً  إلى  هذه الفكرة، فإنها لا تحدد غالباً مقاصدها من المشكلة، ولا تضبط حقل التناول بصرامة. من هنا تكون مباشرة التصنيف تجاوزاً لكثير من الخصوصيات التي قد تدعو مراعاتها إلى إغفال كثير من شائع الآراء.
 كما أنه لا يعنينا تعقب دلالة اللفظ والمعنى ومقاييسهما في التراث؛ ذلك أنه إذا كان من معاني "اللفظ" ما يلفظ به من الكلمات أو يتكلم به، ومن دلالات "المعنى"، القصد، وما يدل عليه اللفظ، فإن عنايتنا مرتبطة بعلائق اللفظ والمعنى ودرجات وعي أعلام التراث بمستويات هذه العلائق. هذه المستويات التي انتهى بنا رصدها إلى إدراجها ضمن منظورين في معاينة هذا التعلّق: منظور يستخدم فكرة "الائتلاف" في رصد شبكة الصلات بين الدوال والمدلولات مع ما تعنيه كلمة "الائتلاف" من الوصل والجمع والتوافق. ومنظور يعي فكرة عن البنية، باعتبار أن خلاصة تفاعل وحدات الكلام في نسيج السياق يؤول إلى بنية أو "هيئة"، دون أن يمتنع تداخل المفهومين في المجرى الواحد. علماً بأن الرصد تعقب في كثير من المفاصل العلائق التي تنتظم  قطبي الدلالة إلى غاية ائتلاف وحدات القول أو تفاعلهما في بنية عامة. وكان يمكن أن ننحت عنواناً معاصراً لموضوع البحث ما دمنا بصدد معاينة وعي النقاد العرب القدماء بمشكلات النص والبنية، إلا أننا فضلنا توظيف ما اعتمده النقاد أنفسهم من اصطلاح، إذ فضلاً عن أن ذلك يوفي بالمستلزمات التاريخية فإنه ينجينا في الآن نفسه من تعسف إسقاط الاصطلاح المحدث على القديم.


adssss
اذا اعجبك الكتاب قم بمشاركته مع أصدقائك